المدونة

image

آية ... وهداية

مجالس معالم السُنة : حسين الدسوقي

إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)  

·      العلاقة التي بيننا وبين الله تعالى تضبطها هذه الآية، والتي جعلوها سر الفاتحة ومكن فوائدها

·      ففي تقديم ( إياك ) يتحقق معنى التوحيد

·      وفي التنويع بين ( إياك نعبد ) و ( إياك نستعين ) مكونات التوحيد وأقسامه:

-      من توحيد العبادة في الالتزام بمنهج ونظام العبودية؛ بالمجيء بكل ما يحبه منا، وما يرضيه عنا، بكمال الحب، وتمام الذل.

-      إلى توحيد الافتقار إليه والتعلق به ( إياك نستعين ): في الدعاء له والرجاء فيه والتوكل عليه، والتحرر من التبعية في كل شيء، وتحقيق معنى: لا حول ولا قوة لنا إلا به وحده.

 

اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)

أعظم حاجة نرفعها إلى الله، ونسأله إياها في كل صلاة، وأكثر ما نكرره في يومنا وليلتنا مما نناجي به الله.

·      إنه الدعاء بالخروج من حالة الحيرة والضلالة والشقاء، ولا يكون إلا برفع هذا الطلب له وحده، لأنه سبحانه الذي يملك الهُدى وحده ( قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ ) ( آل عمران 73 )  ولا يقدر على تفعيله في قلب وحال العبد سواه ( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56) القصص 

·      وطلب الهداية هو غاية ما نحتاجه، فإذا وُفّقنا إليه وأُعِنا عليها سَعدنا في الدنيا والآخرة، قال تعالى ( فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى) (123) طه وقال سبحانه ( فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) (38) البقرة

 فضمن الله تعالى للمهتدين الإجارة من الضلالة، والنجاة من الشقاء، والأمان والاطمئنان مع السعداء

·      ثم أبشر بأن طلبك للهداية هو أرْجى ما يستجيبه ربك منك، وفي الحديث القدسي ( ... فإذا قالَ: {اهْدِنا الصِّراطَ المُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذينَ أنْعَمْتَ عليهم غيرِ المَغْضُوبِ عليهم ولا الضَّالِّينَ} قالَ: هذا لِعَبْدِي ولِعَبْدِي ما سَأَلَ.) رواه مسلم ح 395

وبُشّر صلى الله عليه وسلم من ملك أنزله الله تعالى من أجل التبشير بهذه البشرى خاصة ( ... وَقالَ: أَبْشِرْ بنُورَيْنِ أُوتِيتَهُما لَمْ يُؤْتَهُما نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ البَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بحَرْفٍ منهما إلَّا أُعْطِيتَهُ ) رواه مسلم ح 806

 

 

{طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ ۚ فَإِذَا عَزَمَ ٱلْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا۟ ٱللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ (٢١)} سورة محمد.

·      الخير كل الخير في استقبال أمر الله تعالى بثلاث أمور:

 الأول: ( قول معروف ) وذلك بالقول الذي يرضيه.

الثاني:  ( طاعة ) وذلك بقبول أمره والانقياد التام له.

الثالث: ( الصدق معه تعالى ) صدقا تاما حتى يرى الله تعالى منا حسن البلاء فيه.

·      ولا يبلغ العبد تمام الصدق مع ربه حتى :

يصدق في نيته: بالإخلاص له دون رياء أو عجب أو مصلحة خفية.

ثم يصدق في عزمه: عندما يحين أوان العمل، وذلك بالتصميم على المباشرة وحسن البلاء فيه دون تراجع أو توانى.

وصلى الله وسلم وبارك على أسوة الصادقين، من سُميت باسمه تلك السورة التي فيها هذه الآية.